
يمتلك الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا ذكرياتٍ عديدة لا تُنسى، مع جماهير كرة القدم التي تعتبره أحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق.
مهارات، أهدافٌ حاسمة، وسقطاتٌ محبطة، لكن أبرز ما لا يمكن أن تنساه الجماهير لمارادونا، هدفه الذي سجله بيده في شباك إنجلترا، لحساب ربع نهائي كأس العالم 1986.
لكن يدًا أخرى ظهرت، بعد نحو 16 عامًا من يد مارادونا، ولا يمكن أن تنساها جماهير الدوري السعودي.
نهائي تاريخي
في موسم 2001-2002، أقام الاتحاد السعودي لكرة القدم بطولة الدوري بطريقةٍ استثنائية، حيث ضمّت 12 فريقًا، لكن اللقب لم يُحسم بالطريقة المعروفة.
فقد قرر اتحاد الكرة أن يتأهل متصدر الترتيب إلى نهائي الدوري بشكلٍ مباشر، فيما يلعب الثالث والرابع مباراةً فاصلة بينهما، ويتأهل الفائز منها لمواجهة صاحب المركز الثاني، في نصف النهائي.
وكان الهلال صاحب الصدارة، وتأهل للنهائي بشكلٍ مباشر، فيما تواجه النصر والأهلي، صاحبا المركزين الثالث والرابع، وصعد "العالمي" بركلات الترجيح.
وواجه الاتحاد، صاحب المركز الثاني، النصر في نصف النهائي، وفاز عليه بنتيجة 3-1، ليتأهل إلى المباراة النهائية لملاقاة الهلال.
يد النزهان
أُقيمت المباراة يوم 1 مايو/آيار 2002، على ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية بجدة، بقيادة الحكم ظافر أبو زندة.
ونجح الهلال في تسجيل هدف التقدم، عن طريق عبدالله الجمعان في الدقيقة 35، ليحاول الاتحاد تعديل النتيجة في الوقت المتبقي.
وفي الدقيقة 82، سدد الحسن اليامي الكرة برأسه، لتتجاوز خط المرمى، لكن محمد النزهان، لاعب الهلال، أبعدها بيده.
وبينما ذهب لاعبو الاتحاد للاحتفال بتسجيل هدف التعادل، أكمل الحكم ظافر أبو زندة المباراة، مشيرًا إلى أن الكرة ليست هدفًا.
واعترض لاعبو الاتحاد وجهازهم الفني والإداري بشدة، وتوقفت المباراة لبعض الوقت، قبل أن تُستكمل دون احتساب الهدف.
وفي الدقيقة 87، سجل الجمعان هدف الهلال الثاني، قبل أن يقلص الحسن اليامي الفارق في الوقت بدل الضائع، لكنه لم يكن كافيًا.
انتهت المباراة بفوز "الزعيم" 2-1، وحصد الفريق لقب الدوري للمرة التاسعة في تاريخه، لكن ظلت المباراة ذكرى تاريخية لا تُنسى.
اعتراف النزهان
بعد سنواتٍ طويلة من الواقعة، اعترف محمد النزهان في تصريحاتٍ تلفزيونية، بأنه أبعد الكرة من المرمى بيده.
وقال النزهان: "في تلك الواقعة، أخرجت الكرة بيدي اليمنى، وكنت أنتظر من الحكم أن يطردني، في وقتٍ صعب، وقد كنا متقدمين".
وأردف: "حدث شد وجذب بين الحكم ولاعبي الاتحاد، وأنا أنتظر البطاقة الحمراء، لكن هذا لم يحدث.. في النهاية قمت من مكاني، وتجرأت وتحدثت مع الحكم، وشعرت بالارتياح لأنه لم يحتسب شيئًا ضدي".